رغم أن العمل الفني هو عمل عاطفي وانفعالي إلا أنه يستخدم أدواته المنظمة والتي يكمن في فهمها وتملكها انتقال المصمم إلى حيز التصميم الناضج والواعي.
في كلبة الفنون الجميلة يعمل الآن الطلاب على مشروع يختص بموضوع التشكيل في الفراغ وقد مهدت للمشروع باعطاء الطلاب موجز عن المفاهيم الأساسية للعناصر الأساسية في التصميم والتي تشكل بيئة التصميم ورأيت أن تعم الفائدة على الجميع وأطرح الموضوع هنا في المنتدى:
مفاهيم أساسية في البيئة التصميمية
1-النقطة: هي ابسط عنصر في الطبيعة فكل شيء في الطبيعة يبدأ في صورة نقطه ,"وتعريف النقطة بأنها اصغر وحده في الشكل الهندسي ويمكن تخيلها على سطح الورق عند تقابل خطين أو قوسين وعلى الرغم من كونها ابسط عناصر التشكيل إلا أنها عنصر مهم في تركيب العمل الفني"
ومن خلال التعامل مع النقطة بأحجامها المختلفة تعطي إحساس بالقرب وأيضا بالعمق وزيادة عددها داخل المساحة يعطي لها نشاطا..
وعلاقة النقطة بالأرضية متغير..فتبدو النقطة معلقه عندما تكون في الجزء العلوي من الأرضية,أو تبدو متأرجحة عند وضعها وسط أسفل المساحة ,,أو تبدو منجذبة إذا كانت على جانب المساحة.
وتغير حجم النقطة يعطي إحساس بالتباين وتبدو وكأن الكبير فيها يلتهم الصغير.
وتزداد تلك القوى وتقل حسب حجم النقطة وعددها .
وعند التصميم أو التشكيل بالنقطة ينبغي الانتباه للاختلافات الآتية:
- اختلاف مساحات النقطة في العمل الفني.
- اختلاف في درجة النقطة اللونية (غامق-فاتح)في العمل الواحد.
- اختلافا في وضع النقطة والمسافات بين النقط في التكوين الواحد.
- اختلاف في شكل النقطة الخارجي في العمل الفني.
2- الخط:
هو التأثير الحادث من تحرك نقطه في اتجاه معين"ويمكن اعتباره سلسله متصلة من النقاط له طول ووضع وليس له عرض.
ويستخدم المصمم الخطوط خلال وظائف مختلفة منها:
تقسيم المساحات أو تحديد الأشكال أو تحقيق الإحساس بالحركة أو الفصل بين درجات الفاتح والغامق أو الربط بين الأشكال كذلك يمكن تحقيق الإيهام بالبعد الثالث.
وتوظيف الخط في التصميم أو التكوين يتوقف على عدة عوامل ترتبط بخصائص الخطوط نذكر منها:
- اتجاه الخط رأسي,أفقي,..الخ
- مدى استقامة الخط أو تعرجه أو انحناءه أو انكساره.
- درجة الخط(فاتح,غامق)
- سماكة الخط وعمقه في السطح أو بروزه.
- طبيعة السطح المستخدم فوقه الخط..طين,حجر,ورق,بلاستيك,..الخ
- الوسيلة التي استخدمت في تحقيق الخط..فرشاة,قلم,ريشه,أدوات حفر,..الخ
أنواع الخطوط والتأثيرات النفسية لها:
أ- الخط المستقيم:
1- الخط المستقيم الأفقي: هو الذي يكون موازيا لخط الأفق وهو خط التقاء السماء بالماء,ومن خلال خبرتنا البصرية التي اكتسبناها نجد أننا لا نقبل شكلا ما دون أن نشعر باستقراره على أرضيه.
وتأثيرها النفسي الاستقرار والثبات والاتزان والهدوء.
2- الخط المستقيم الرأسي: هو الذي يكون عاموديا على خط الأفق ويكون مستقيما لا تتغير وجهته.. والخط الراسي في الطبيعة نجده في النخيل,الأعمدة,الأبراج,المآذن..
تأثيره النفسي الثقة والشموخ والسمو والارتفاع.
3- الخط المستقيم المائل: هو الذي ليس أفقيا ولا راسيا وهو يوحي بالسقوط والانحدار أو الصعود والارتقاء لأعلى ..
لذلك فتأثيره النفسي التذبذب والتردد والتوتر وعدم التوازن.
لذلك فان استخدامها في التصميم يتطلب وعي بمعالجة التوازن اللازم للتصميمات ذات الخطوط المائلة.
ب- الخط المنحني:
1- الخط الحلزوني: وهو الذي يحدث من تحرك نقطه في صوره دائرية متداخلة ومحورية, ويوجد في الطبيعة في القواقع البحرية, والدوامات, والنباتات المتسلقة.
وهو يوحي بالحركة والسرعة والعمق.
2- الخط المنحني المتموج والمتعرج: وهو الخط الذي يتكون من مجموعة خطوط منحنية ومتصلة ..ونراه في موج البحر وحركة الثعبان. وهو يوحي بدوام الحركة والمرونة.
ج- الخط المنكسر:
وهو الذي يحدث من تحرك نقطه في اتجاهات متعددة بشكل هندسي وذات زوايا معلومة(حادة-قائمه-منفرجة) ونجده في تشقق الأرض,الزجاج المكسور,البرق في السماء..الخ
وتأثيره النفسي الإثارة وعدم الاستقرار والقسوة والمشاكسة والعنف.
3-الشكل: تنقسم الأشكال إلى:
- الأشكال ذات البعدين(المسطحات)
- الأشكال ذات الثلاثة أبعاد(المجسمات)
1- الأشكال ذات البعدين(المسطحات):
المثلث,الشكل الرباعي,المربع,المستطيل,متوازي الأضلاع,المعين المنتظم,المعين الغير منتظم,شبه المنحرف,الدائرة.
2- الأشكال ذات الأبعاد الثلاثة(المجسمات):
المنشور, المكعب,الهرم,الاسطوانة,المخروط,الكره.
ولو رتبنا هذه الأشكال لاكتشفنا هدوء وقوة المكعب وعندما تستوعب شكله نجد أعيننا قد صعدت إلى المخروط حتى قمته ثم يسقط نظريا إلى الشكل الرزين الثابت وهو الكره .. ولهذه التأثيرات يرجع كل فنان في تكوين موضوعه.
4- المساحة"الفراغ":
هي ذلك الفراغ الموجود بين الخطوط التي تتخذها اتجاهات مختلفة وتفرض شخصيتها على المساحات المحيطة تبعا لشكلها ودرجة تباينها ومكانها..
لذلك جدير بالذكر إن الأشكال المسطحة ذات البعدين سواء أشكال هندسية أو طبيعية فهي تشاهد على المساحة أما الأشكال المجسمة سواء هندسية أو طبيعية فهي تشاهد من خلال الفراغ المحيط بها.
5- الملمس :
يشير الملمس إلى خواص سطح المادة وهي تلك الحالة التي يوجد عليها المظهر الخارجي لأسطح الأجسام المختلفة وقد يكون هذا السطح طبيعيا أو معامل بطريقه خاصة,ناعما أو خشنا ,لامع أو غير لامع ..الخ
ومن ملامس السطوح المتواجدة بالبيئة ,الزجاج ملمسه ناعم,الحجر ملمسه خشن,والملمس ذو التعاريق مثل لحاء الشجرة.
ومع أن مدلول كلمة ملمس ترتبط بحاسة اللمس فقط,,إلا انه في حالات كثيرة يتشابه فيها الصفة الملمسية لسطح ما مع غيره من حيث إدراكه باليد ويختلف عنه بصريا في مظهره الشكلي واللوني ومثالا لذلك الرخام والزجاج ولتوضيح ما بينهما من اختلاف لابد من استخدام حاسة البصر إلى جانب حاسة اللمس.
الملمس وعلاقته بالضوء والتباين:
وهناك ثلاثة عوامل رئيسيه توثر في مجال الإدراك بالنسبة للملمس وهي:
1-الضوء الساقط على الأسطح "شدته أو قوته,نوعه مثل ضوء النهار أو الضوء الصناعي"
2-الجهاز البصري للإنسان الذي يتلقى الإحساس بالملمس.
3-تباينات طبيعة الأسطح نفسها.
6- اللون: اللون هو أبهج مظاهر المدركات في الطبيعة,وهو يسهم في إبداعات جمالية لا حدود لها في العالم المرئي كجزء متمم لنظام الإدراك الحسي .
تعريف اللون: اللون إحساس بصري يتوقف إدراكه على طول الموجات الضوئية المنبعثة من الجسم إلى العين حيث تدركها الشبكية التي تصل نبضاتها إلى المخ فيترجمها إلى رموز وأشكال وعلامات وإشارات.
وتزداد سرعة الموجات المنبعثة من لون الجسم وفقا لطبيعة المناخ الموجود مثل شدة الضوء الموجود في مكان الجسم لتزيد من سرعة تدفقها إلى العين,فتدرك العين اللون الأحمر أولا نتيجة لطول الموجه ثم تنتهي باللون البنفسجي اقصر الألوان في طول الموجه.
وتقاس طول الموجه الضوئية بوحدة تسمى الأغستروم وتساوي 10000000/1من المليمتر.
إدراك اللون: يوجد في شبكة الإنسان نوعان من الخلايا أولهما "الخلايا العضوية"وعددها 100مليون خليه تقريبا والثانية"الخلايا المخروطية"وعددها مليون خليه.
ووجد أن الخلايا العضوية التي تعمل حين يكون المستوى الإضاءة منخفضا وهذه الخلايا لا تحس باللون.
أما الخلايا المخروطية فهي التي يرجع لها الفضل في الإحساس باللون حيث يكون المستوى الإضاءة مرتفع كالرؤية في ضوء قوي مثل ضوء الشمس ,,وقد قسم العالم البريطاني "ينج"عام 1802الخلايا إلى ثلاث مجموعات عير متساوية الحس لمختلف الإشعاعات اللونية:
أ- المجموعة الأولى: ذات الإحساس للموجات الطويلة التي تحدث الإحساس الذي يطلق عليه اللون الأحمر.
ب- المجموعة الثانية: ذات الإحساس للموجات الضوئية المتوسطة الطول التي تحدث الإحساس الذي يطلق عليه اللون الأخضر.
ج- المجموعة الثالثة: وهي التي تتأثر بالموجات القصيرة التي تعطي إحساس باللون البنفسجي أو الأزرق.
الخواص المحددة للون:
لقد حدد العلماء اللون بثلاث خواص وهي الكنه والقيمة والشدة.
الكنه: هي الصفة التي نميز بها اللون عن آخر والذي نسميه باسمها فنطلق عليه احمر ,اخضر,..الخ,ويمكن ان نغير كنة اللون بإضافة آخر إليه فإذا مزجنا لون احمر مع اصفر نحصل على البرتقالي وهذا هو التغيير في الكنه.
القيمة: إن قيمة اللون تعتمد أساسا على الطاقة الضوئية الساقطة عليه وبالتالي على الكم الذي يعكسه اللون من أشعه ضوئية وبتعبير آخر فان قيمة اللون تمكن من نصوعه الحقيقي الظاهري وبصورة أخرى هي الدرجة التي تقصد بها أن اللون فاتح أو غامق أي أننا بالقيمة يمكننا أن نفرق بين الأحمر الفاتح والأحمر الغامق فمثلا إذا أضفنا الماء للألوان في حالة الألوان المائية فنحن نغير في قيمة اللون وليس في كنته.
الشدة: هي تلك الخاصية تحدد درجة التشبع والقوه والدسامة ,إننا نجد بعض الألوان قويه دسمه وبعضها نجده ضعيف ممزوج وتلك الخاصية تدلنا كيف أن اللون يقترب أو يبتعد من درجة النقاء فيمكن تغيير الشدة بدون أن نغير القيمة أو الكنه وذلك بإضافة رمادي حيادي إلى اللون من نفس قيمته.
ولقد أطلق العلماء على الخاصية الأولى والثانية معا مصطلح الكوما,واللون يرتبط تشبعه بمدى نقائه واختلاطه بالألوان المحايدة ففي حالة اختلاطه باللون الأبيض يصبح فاتحا ومع الأسود يصبح غامقا ومع الرمادي يصبح محايدا.